a picture
  • الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • المقالات
  • المؤلفات
  • مقابلات صحفية
  • ألبوم الصور
  • صورة وحدث
  • فيديو
  • ارشيف الأخبار
  • إتصل بنا

القدس في قلب الصراع الديني

القدس في قلب الصراع الديني
#المقالات 2017-12-19 08:26:01

 منذ احتلال الصهيونية لأرضنا فلسطين استخدمت في احيان كثيرة مصطلحات دينية خلال خططها للسيطرة على الارض الفلسطينية والعربية . وربطت كافة اجراءاتها وممارساتها على صيغ ومعتقدات دينية واطلقت اسم الدولة كمصطلح ديني " اسرائيل " وكذلك العملة المتداولة " شيكل " واسماء الاحياء والمدن والشوارع والمستوطنات وغيرها باسماء ذات صبغة دينية وهكذا قضايا كثيرة ومتعددة . مع ان الدولة تصنف بانها دولة علمانية ديمقراطية مع ارتباط سلوك قادتها بالصبغة الدينية . أما الطرف الفلسطيني فقد حاول جاهدا منذ بدء الصراع على التأكيد بأن الصراع سياسي احتلالي وليس له اي صبغة دينية ورفض مفهوم الصراع الديني المجرد . لأن الصراع الديني يعني صراع بين ديانات مقدسة لا يمكن التصالح فيما بينها وبالتالي لا حلول وسط يمكن تحقيقها . وعند بروز التيارات السياسية الاسلامية طرحت بأن للصراع جذور دينية لا يمكن تجاهلها او تجاوزها ويجب مواجهة الاعتقاد الديني اليهودي بما يوازيه من اعتقاد ديني اسلامي . وان الصراع وجود وليس حدود ولا التقاء بين الطرفين .. واليوم تنفجر معركة القدس بعد خطوة الرئيس الامريكي ترامب المجنونة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ..هذا الموقف رأى فيه البعض ان له ابعاد دينية وليس فقط سياسية . وان ترامب ينتمي للفكر المسيحي المتصهين معتقدا ان لليهود تاريخ في القدس يجب استرداده وذلك من خلال طرح قضية " يهودية الدولة " واستخدام الطقوس الدينية اليهودية .. أمام هذا الواقع هل نحن اليوم أقرب لإعلان الصراع الديني في الأرض المقدسة . خاصة وانه للمره الأولى الذي يشير لذلك الرئيس محمود عباس في خطابه الاخير امام قمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول حول الصراع الديني في القدس . القدس اليوم تفتح معركة جد خطيرة وتفتح صفحة جديدة في الصراع العربي الاسرائيلي .. هل فشلت العملية السياسية وحان وقت دفنها والإعلان عن هوية جديدة للصراع " بالصبغة الدينية ؟ وبالتالي الذهاب الى التفجير الجديد القادم ؟ وهل رد الفعل الدولي الغاضب من الخطوة الامريكية تجاه القدس سيقود الى قلب المعادلة وتجد خلالها امريكا نفسها محاصرة ؟ اليوم العالم كله في كفة وامريكا وحدها في الكفة الاخرى . وهذا امر غير مسبوق في الفعل السياسي . ولكن في ذات الوقت هل سيتحرك العالم لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل تفجر الاوضاع وسيطرة فكر الصراع الديني في المنطقة خاصة وان له مبرراته على ارض الواقع بعد فشل كل الجهود السياسية ؟ المرحلة القادمة جد خطيرة وتحتاج الى حسابات دقيقة .

الأكثر شيوعاً
جميع الحقوق محفوظة © 2016
↑