a picture
  • الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • المقالات
  • المؤلفات
  • مقابلات صحفية
  • ألبوم الصور
  • صورة وحدث
  • فيديو
  • ارشيف الأخبار
  • إتصل بنا

بدون مجاملات سياسية فارغة

بدون مجاملات سياسية فارغة
#المقالات 2018-01-16 11:29:55

حالة من التشنج والفوضى السياسية تصيب غالبية العاملين في مجال السياسة خاصة " هواة السياسة " الذين يحسنون الكلام وإعطاء الأوامر للقيادات العليا من منطلق الفاهم الوحيد والمحلل الدقيق لكل ما يدور في عالم السياسة المعاصرة ، هؤلاء يحسنون الكلام النظري الجميل دون إدراك حقيقي لطبيعة الواقع الصعب والمعقد الذي تحياه الأمة ، أو المتغيرات الكبيرة التي تضرب الدول القريبة والبعيدة وانعكاس ذلك على رسم السياسات العامة لتلك الدول ، ودون التمييز بين الحق الضعيف والباطل الذي يمتلك قوة القرار ، ويغيب عن هؤلاء الكثير من البديهيات التي يعقلونها في باطن أنفسهم ولكن لا يحبون الاعتراف بها لأنها تتناقض مع الحق الجميل الذي يؤمنون به ، وهذه هي إشكالية هؤلاء الذين ترتفع أصواتهم عاليا مطالبين بما يعلمون أنه المستحيل بذاته ..

وهنا أضع بعض النماذج الحاصلة عندنا في هذه المرحلة

  • هل يمكن أن تكون هناك عملية سياسية في المنطقة عامة ولقضيتنا الفلسطينية خاصة – مع الأخذ بعين الاعتبار موازين القوى الحالية وليس ما يجب أو نحب أن تكون – بدون موافقة ورعاية الإدارة الأمريكية ؟ وهي بالتأكيد ليست قدرا علينا ولكن هل يمكن أن نجد قوة محددة أو طرف دولي يستطيع تجاوز دور الولايات المتحدة في أي عملية سياسية ؟ انا أثق أن الجميع سيقول في قرارة نفسه وبدون مكابرة " لا يوجد " ، ومن هنا كل من يؤمن بضرورة الوصول الى حل لقضيتنا عبر استمرار العملية السياسية فقط ، يجب أن يتواضع ولا يقطع شعرة معاوية مع الإدراة الأمريكية مهما كان رأينا في شكل ومضمون وطبيعة هذه الإدارة ،، ويمكن استخدام اسلوب المراوغة حتى يتم تغييرها إذا لم ننجح في تحقيق تقدم معها ،، وهذه سياسة متبعة منذ زمن ،،،

أما من لا يؤمن بالعملية السياسية من الأصل فهو غير مشمول في هذا الكلام العام ، ولكن هل يملك هذا الطرف القدرة على تجاوز الواقع المفروض ؟

  • هل يمكننا إعلان الحرب مع الكيان الصهيوني وإعلان مواقف حادة كوقف كل أشكال الإتصالات الجارية  – كلنا يؤمن بها - ؟ هل واقعنا الداخلي الراهن يوحي بجديتنا في تبني هذه السياسة ؟ هل يمكن مواجهة الغطرسة الإسرائيلية والفشل السياسي العام بهكذا حال ؟ اقصد استمرار الانقسام الداخلي والاختلاف على كثير من التفاصيل الداخلية ، بالتأكيد من يفشل في ترتيب بيته الداخلي هو أضعف من مواجهة خصمه الخارجي .. فهم فقه الأولويات واجب ..
  • هل حال الدول والقوى التي نرتكز على دعمها وتاييدها في وضع يسمح لها أن تقف معنا وتنصفنا ؟ هل واقع علاقتنا مع الدول الأساسية العربية والإسلامية الوازنة في أحسن أحوالها وبالتالي يمكن الاعتماد عليها ؟ وهل  هذه الدول والقوى في وضع يسمح لها بالتمرد على السياسة العامة التي تقودها الدول الكبرى ؟
  • بعيدا عن العواطف التي قد تدمر أصحابها وبعيدا عن الشعارات التي لم تعد تنطلي على كثير من فئات شعبنا ،، هل شعبنا قادر ومستعد ان يتحمل مزيد من الضربات وان يكون واجهة لتمرير الفشل أو صنع أزمات من خلاله للتغطية على سياسات غير مفهومة ؟ ومن باب آخر هل أعددنا شعبنا ليكون بمستوى القرارات الصعبة ويمتلك مقومات الصمود ؟

اسئلة كثيرة يجب التوقف عندها والإجابة عليها ليس من باب المناكفة والمكابرة والجهل بفقه الأولويات وفقه تغليب المصالح على المفاسد ،، ولست هنا للرد على من يعتقد أن هذه التساؤلات قد تهدف الى الخنوع أو التراجع ، ولكن لدراسة الواقع بكل حيادية ومسئولية ، ونبتعد عن لغة إلقاء الأوامر من برج عال دون معرفة تفاصيل الواقع ،،

المطلوب أولا وقبل كل شيء العمل على تغيير هذا الواقع النكد لصالح شعبنا ليكون شعبنا قادر على مواجهة نتائج أي قرار صعب قد تتخذه القيادة التي يجب أن لا تستجيب لعواطف هؤلاء بل لابد من الحكمة والمعرفة والتصرف وفق المعطيات التي نملكها ،، ومن هنا الحذر كل الحذر من تحميل شعبنا أكثر مما يحتمل ..

الأكثر شيوعاً
جميع الحقوق محفوظة © 2016
↑